close
قصص منوعة

من أعظم علماء الدنيا ولكن …. الناس لا تتذكرك إلا في لحظات فشلك

بالنسبة لتجربة الطيران التي قام بها وارتبط اسمه بها في الأذهان، فقد كان عباس بن فرناس قد سبق تلك التجربة بدراسة حركة الطيور وأجنحتها وكيف ترتفع في الجو ومن ثم أجرى العديد من العمليات الحسابية في هذا الإطار، من حيث الأوزان والسرعات والرياح وغيرها من المسائل الدقيقة إلى أن صنع الرداء الكاسي الذي قام بلباسه وطار به وكان قد صنعه من الريش وحوله الأكمام، ليشبه في شكله الجناح.

قام بالقفز من مكان مرتفع ونجح فعليًا في التحليق لبعض من الزمن، لكن إغفاله لأهمية الذيل في عملية الهبوط أدى لسقوطه وإصابته في الظهر، وقد تعافى وعاد ليواصل حياته تاركا تجربة جديرة بالنظر.

من الجلي أن ابن فرناس لم يقم بتجربة الطيران من وحي الخيال بل سبقها بالعلم والتقصي والحساب، كما أنه كان يروج لها في بيوت العلم في قرطبة، إلى أن قدم مغامرته الرائعة والخطرة في الآن نفسه وأمام الملأ حيث سبقها إعلان وشاهدها جمع غفير من الناس، والتي لم يكررها ربما لأمور تتعلق بانزعاج نفسي جراء ما فسر على أنه إخفاق، وكذلك بعض من السخرية التي قد يكون قوبل بها من معاصريه.

كان لابن فرناس اهتمام كبير بعلم الفلك وبرع فيه وقد كان نتاج ذلك أن ابتكر قبة سماوية تحاكي ما يعرف حديثا بسينما “البلانتريوم” التي تسمح بمراقبة شديدة الشبه للسماء في شكلها الحقيقي ومعاينة الأجرام داخل صالة مغلقة في مشهد تخيلي.

ولهذا الغرض فقد بنى ابن فرناس في منزله هذا الشيء منذ وقت مبكر في غرفة جعل سقفها يحاكي السماء في المساء، ليرى الزائر داخلها النجوم والأجرام المختلفة والسحب والصواعق والبرق ويتعرف على كافة التكوينات الكونية المدهشة.

هذه النماذج التقريبية للسماء كان يقوم بصناعتها وتركيبها بنفسه في معمل خاص به واشتهر بها.

ابتكارات وإسهامات أخرى
قام ابن فرناس بابتكار العديد من الاختراعات منها بعض أنواع بندول الإيقاع كالتي تستخدم في الساعات، كما طور الساعة المائية المعروفة باسم “الميقاتة”.

بيد أن أهم الابتكارات التي قام بها تتمثل في تطويره طريقة غير مسبوقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة، الذي استخدم في العديد من الصناعات.

كما أنه وفي هذا الإطار من الأبحاث كان أول من صنع النظارات الطبية مستخدما عدسات تصحيح الرؤية.

وقام كذلك بتطوير طريقة تقطيع أحجار المور والكريستال الصلب التي تستخدم بلوراته في صناعة العدسات والمناظير الفلكية ما ساهم في دعم أعمال الفلك في تلك الفترات، وقبله كان هذا العمل شاقًا جدًا وقد استفاد الأوروبيون من طريقته الجديدة في التقطيع وتم تطبيقها في القرون الوسطى وإلى اليوم.

اتهامات بالزندقة والشعوذة….لقراءة تتمة القصة  اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى