close
منوعات

قصة عازم وزميلته كريمة في كلية الحقوق

ساعتها دارت بها الدنيا وتركها حازم كالعادة عندما أدرك أن زوجته قد عرفت بالأمر ، وتوالت الصدمات بعد ذلك على كريمة ، فتلك سيدة أخرى جارة لها تنشأ علاقة مع زوجها ، وتستعطفه زوجته مذكرة إياه بالحب القديم والشرف والدين والأخلاق والأبناء فيخجل ويتركها ، فلا تمضي شهور قليلة حتى تعلم بعلاقته بسيدة أخرى ويتكرر نفس السيناريو مرة ثالثة ورابعة وخامسة ، وكلما أفاقت المسكينة كريمة من آثار محنة جديدة وتتصور أن أحوال زوجها تعدلت للأفضل تصطدم بقصة جديدة وجرح جديد !

رغم كل ذلك فقد سامحته وغفرت له ، ليس عن ضعف وإنما عن حب كبير واضعة مصلحة الأبناء فوق كل اعتبار ، وكثيراً ما كانت تسأل نفسها : لماذا فعل زوجي ذلك وأنا لم أقصّر معه في واجباته الشرعية وأحترمه أمام الجميع ولم أبح بأي شكوى منه حتى لا تهتز صورته في أعين الآخرين وحتى يبقى على الدوام رجلاً محترماً !

تركت كريمة للزمن تضميد الجراح وصبرت على زوجها على أمل أن يتغير أو تنزل عليه هداية السماء ، وانتقل حازم للعمل في صعيد مصر وفقاً لطبيعة عمله وأقام في مدينة أسيوط في استراحة خاصة بالنيابة العامة ، وبقيت كريمة مع أولادها بالقاهرة حيث مدارس الأبناء ،

زوجها وعاد في أول إجازة له ، وإذا بها تشعر بتغيير رهيب فيه حتى أنها لم تعرفه وفسرت ذلك التغيير الكبير لظروف نقله وإقامته وحيداً ، لكنها علمت بعد ذلك أنه على علاقة بسيدة متزوجة من رجل كبير السن ولها أبناء بالجامعة !
وإنها سيدة مستهترة لا تبالي بأي شيء سوى نزواتها مع الرجال !

واجهت كريمة زوجها بما عرفت فأنكر، لكنه عاد وأعترف بأنها علاقة عمل وسوف ينهيها على الفور والتزم حازم بقراره ولكن تلك السيدة المتوحشة لم تتركه في حاله وسافرت إليه في مقر عمله بالصعيد وأثرت عليه واستعادت علاقتها به !

رجع في إجازة وواجهته زوجته فأعترف لها بأنه اضطر لاستمرار العلاقة معها لأنها تهدده في عمله ويكنها عمل الكثير لصلتها ببعض كبار رجال الدولة !

تطورت الأمور سريعاً وتزوج حازم تلك المرأة الحديدية زواجاً عرفياً لأنه على حد قوله قد ضحت من أجله بزوجها وأولادها ، بل ويقول لزوجته بمنتهى الصفاقة أن ما فعله من حقه وأنه شرع الله ، هكذا يتمسح رجل النيابة العامة والعدالة بشرع الله وهو الذي لم يعدل مع نفسه ولا مع زوجته ، فكيف يؤتمن على مصائر العباد ؟!!
إنه يستمرئ علاقاته المحرمة مع نساء ساقطات ويعتبر ذلك حقاً مكتسباً !

أليس غريباً أننا لا نتذكر شرع الله إلا إذا أردنا أن نبرر خيانتنا لعهودنا مع من عاهدناهم على الوفاء والمحبة والإخلاص ؟!
إسلامنا العظيم يبيح لنا تعدد الزوجات ولكن في حالات وظروف خاصة كأن تكون الزوجة مريضة أو لا تنجب وبشرط العدل في النفقة والمبيت والقدرة عليه ،

وقد كان معروفاً وسائداً في الشعوب القديمة قبل الإسلام ، وفي التوراة وقائع تؤكد ذلك ، فلقد كان لداود عليه السلام زوجات كثيرات وكان لسليمان عليه السلام سبعمائة زوجة وثلاثمائة من السراري .

وليس في الإنجيل نص يمنعه وكان مباحاً في أوروبا حتى حرّمته الكنيسة في العصور الوسطي .
إذن فهو أمر أباحه الإسلام لمقتضيات عمرانية وضرورات إصلاحية مثل انتشار ظاهرة العنوسة في عصرنا الحالي !

شرع الله الذي يتحدث عنه حازم بيه يعطي للمرأة الحق في أن تشترط على زوجها ألا يتزوج عليها ، فالأصل في الزواج إنه تعاهد بين طرفين على أن يكون كل منهما للآخر وحده بلا شريك له في قلبه ولا في حياته ، والشرع والقانون يطالبان أي زوج بأن يصارح زوجته برغبته في الزواج من أخرى ، ولها أن تقبل أو ترفض وتطلب الطلاق وتحصل عليه للضرر إذا أصرّ الزوج على الزواج من أخرى .

لقد فعلت كريمة خيراً بنفسها وأولادها عندما صبرت على ذلك الزوج اللعوب الذي كان من المفترض فيه أن يكون أميناً وصادقاً مع نفسه وزوجته ، فكيف يعدل بين الناس ويعطي الحقوق لأصحابها وهو يغتصب حق زوجته أقرب الناس إليه ؟!
إننا نعيش حقاً في زمن العجائب ، واللي يعيش كثير يشوف أكثر !!

 

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى