close
أخبار سوريا

تصريحات نارية للعميد السوري المنشق”مناف طلاس”

تصريحات نارية للعميد السوري المنشق”مناف طلاس”

رأى العميد المنشق عن النظام السوري، مناف طلاس، أن السوريين فوَّتوا على أنفسهم معظم الفرص المواتية للتغيير سلماً أو حرباً، بسبب تصدر المشهد السوري من قبل “زبانية” و”مجرمين” على ضفة النظام ولصوص جشعين “فجعانين” على ضفة مناوئيه.

وقال طلاس في مقالة نشرتها صفحة “المشروع العسكري السوري”: إنه تم هدم معظم الجسور التي كان يفترض أن تؤدي لانتقال السلطة وتنحية الاستبداد، وفيما يلي النص كما ورد من المصدر:

يُحمّل كثيرون المجتمع الدولي تأخير التغيير وعدم بلوغ الثورة مطالبها -لكن والحق يقال- في بدايات الثورة انحازت 137 دولة لجانبنا، ومُنحنا مقعد الجامعة العربية، وحُوصرت عائلة الأسد في ربع مساحة سورية. لقد أعطانا المجتمع الدولي حينذاك فرصاً كثيرة لم نستثمرها وأهدرناها بلا طائل.

أما اليوم وبعد مرور عشر سنوات عجاف أصبحنا نعيش حالة استعصاء سياسي أقصى ما يسعى له السوريون هو إدارة الأزمة وليس حلها. حوّل القيمون المؤسساتِ التي أنتجتها الثورةُ لمكاسب وغنائم

يتقاسمون المناصب وأغلقوا آلية استبدال أي منهم، بل وأضافوا الأصهار والأنسباء والأقرباء لشغل كافة المناصب، أي نسخوا نظام بشار الذي يُفترض أنهم ثاروا عليه لأنه لا يتنحى لغيره من السوريين رغم فشله بكل المقاييس.

وهذا ما شاهدناه يتكرر في معظم الفصائل ومؤسسات الثورة حيث فشل القيّمون عليها أيَّما فشل، ولكنهم لا يتنازلون عن صدارة المشهد لمن هم أكفأ منهم، بل لا يوجد آلية لمقياس الفشل أو النجاح في أداء المهام ولا رقابة على الأموال التي صرفت بطرق بدائية.

تهميش الضباط المنشقين عن جيش نظام الأسد

حينما تفجّرت الثورة مع صرخات أطفال درعا تمحورت المطالب الثورية حول الحقوق والحريات وبدأت الانشقاقات في الجيش والمؤسسات العليا، رغم المخاطر التي تهدد حياة المنشقين

لم يخطر على بال أحد أن جُل ما سيحصلون عليه هو منصب زعيم فصيل أو أمير شرذمة، ولا حتى عضو قيادي في الهيئات المختلفة من مجلس وطني وائتلاف وكتائب إلخ..

واحدة من الأخطاء الكارثية هي تسليح الثورة من جهة وتهميش الضباط المهنيين من جهة أخرى واستبدالهم بأصحاب أعمال حرة وحرفيين وموظفين كقادة للكتائب العسكرية، لم يتم توظيف الفرص في صالح التغيير

بل وتصرّف “وجه السحارة” في مؤسسات الثورة بجهل فظيع حيث تعاملوا مع الثورة على أنها نسخة كربونية طِبق الأصل عما حصل في ليبيا أو مصر وهي ليست كذلك.

جهل قادة المؤسسات المعارضة بتوصيف نظام الأسد
يشير الخبراء المنشقون عن النظام أن 99% من متصدري المشهد المعارض لا يعرفون طبيعة النظام، ويحسبون أن سورية دولة مؤسسات.

وتأتي المقارنة مع مصر أو تونس، جاهلين أو متجاهلين بَدَهيَّة أساسية يعلمنا إياها التاريخُ مفادها أن الثورة حدث تاريخي وليس اجتماعياً أو اقتصادياً

أي حتى وإن تكررت المقدمات والمطالب الثورية في أكثر من مكان فلن تعطي نفس النتائج. ويؤكد الخبراء الذين انشقوا عنه أن نظام عائلة الأسد له خصوصية فريدة لا يشبهه نظام، فهو خليط من نظام “الغستابو” و”كي جي بي” و”المافيا”

بواجهة وهمية لمؤسسات رسمية لا قيمة فعلية لدستوريتها سوى للتمظهر بجلباب مدني عصري وكانت النتيجة أنهم تصرفوا بجهل وارتجالية على مبدأ التجريب (بلكي يا ربي تصيب)، ما استشاروا ولا تنحوا للأكفأ كما لو كانت دماء الشعب موضع اختبارات وتجارب.

أين النخب المثقفة من مطالب الثورة؟

غالبية الكوادر الفكرية والمثقفة التي انخرطت في المشهد الثوري اقتصر دورها على التنظير بعيداً عن التدبير وأقاموا مؤتمرات وخطبوا لساعات، لكن خطبهم المسهبة بقي صداها في أبراج عاجية لا يُطبَّق شيء منها على الأرض

نظّروا في المأسسة والمواطنة والانتماء والهوية والمدنية والديمقراطية والحقوق والحريات وإلخ. لكن معظم هؤلاء ما زالوا أسرى تراكمات أيديولوجية مختلفة، لذا تغلبت البوصلة الأيديولوجية على البوصلة الوطنية.

بل إن بعض نخبنا ما زال شغلهم الشاغل طول لحية هذا أو ذاك وحجاب أو سفور هذه أو تلك، أي أن الثورة بعظمة أهدافها لم تستطع إحداث تغيير جوهري لدى تلك النخب التي اكتفت بتوصيف حالة راهنة أشبعتها تنظيراً متأثرة بأكثر من نصف قرن من التصحر الحقوقي والمدني عموماً.

ما البديل عن الفشل السياسي؟

الطبقة السياسية السورية كالائتلاف وهيئة التفاوض فشلت بتشكيل بديل وطني لأنها تنفذ أجندات خارجية. وأحد أهم الأسباب هو غياب أحزاب لها حاضنة شعبية، وهذا ما أفسح المجال ليتصدر المشهد من نراهم يتخبطون ويعبثون بالدم السوري اليوم من كيانات وفصائل بلا حسيب أو رقيب.

مما تقدم نخلص لنتيجة أن الشعب السوري برُمَّته يتطلع للخلاص، من نظام عائلة الأسد ومناوئيه على حد سواء.

وأكثر البدائل واقعية هو مجلس عسكري مؤتمَن قوامه الضباط المنشقون الذين ضحَّوْا بمكتسبات شخصية من رُتَب ومكافآت فقدوها بانشقاقهم، ووقفوا بصفّ الشعب. وهم الخيار الأمثل المتوفر اليوم.

لا شك أمام المجلس العسكري مهامّ صعاب أهمها انتشار دكاكين “معارضجية” تكافح من أجل البقاء والحفاظ على مصالحها الشخصية؛ لأنهم يدركون أن امتيازاتهم النفعية تنتهي برسو السفينة السورية على بر الأمان.

وكما نشاهد اليوم تتخاصم الفصائل مختلفة الولاءات على الغنائم ويغزو بعضهم بعضاً ببدائية تجاوزها التاريخ منذ أمد.

وأحد آخِر همومهم الوطن والمواطن وسكان المخيمات والتعليم والصحة وإلخ. ومما لا شك فيه أنه لن يتوقف الفساد والقتل والسبي بالابتهالات والدعاء ولا بالبيانات وتدبيج الخطب،.

بل لا بد من يد قوية تضع حداً لهذا الإجرام وتجمع السلاح المنفلت وتُؤمِّن بيئة مناسبة للحوار السلمي بدل تغوُّل أجهزة مخابرات الأسد وأمنيي الفصائل.

الحساسية من حكم العسكر:

من حق السوريين أن يكون لديهم حساسية مفرطة تجاه العسكر ويتوجس بعضهم خيفة من تسلم العسكر زمام الأمور في سورية، لأن الإرث العسكري في سورية سيئ للغاية وذلك بسبب ارتداء عائلة الأسد للبزة العسكرية مما ترك انطباعاً أن حكم العسكر يعني أن يبطش العسكري بأهله وأقاربه حتى أن المخبر “يفسفس” على زوجته..

كثيرون منا أسرى عقدة العسكرة، مع أن ما رأيناه من الأسد ليس حكماً عسكرياً، بل تركيبة مافيوية ترتدي القبعة والبزة العسكرية وشوَّهت المفهوم الوطني للعسكري الذي يفترض أن يكون همه وهدفه الأساسي حماية الوطن وليس حماية عائلة الأسد. ناهيك عن أن آل الأسد لم يحكموا بالعسكر فقط، بل بالمخابرات والفساد والطائفية.

هيئة حكم انتقالي ذراعها القوية مجلس عسكري

ولنكن صريحين أكثر، في عهد الثوراتِ الشرعيةُ ثوريةٌ وليست ديمقراطيةً، ومدتها قصيرة وحاسمة تؤسس لمرحلة المدنية. تتخللها الصرامة، طبعاً ضِمن القانون وليس الفوضى الاعتباطية الحالية، ويجب أن يخضع الجميع لضوابط دستورية أو إعلان دستوري مؤقت.

وكما أسلفت لا يوجد أحزاب سياسية ذات حاضنة شعبية كبيرة مؤثرة، أما مؤسسات المعارضة الرسمية فأثبتت عمالتها وليس فقط فشلها. إذن مَن يستطيع انتزاع السلاح المنفلت من الشارع سوى المجلس العسكري الموحَّد؟

مَن يستطيع ضبط الحالة الفصائلية التي تحولت لكارثة كبرى وصارت البلد على شكل مربعات من إمارات تحكمها فصائل وشبيحة وميليشيات…إلخ؟

إن كان المجلس العسكري قادراً على النهوض والقيام بدوره فهذه مسؤوليته وهو مُطالَب بها.

وعليه: أحسب أن المجلس العسكري أحد آخِر الآمال القليلة الباقية للخلاص من تسلُّط عائلة الأسد.

المصدر: نداء بوست

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى