close
أخبار سوريا

معـ.ـارض سوري….الأسد أصبح مجـ.ـرّد نفـ.ـايـ.ـات سـ.ـامة

معـ.ـارض سوري….الأسد أصبح مجـ.ـرّد نفـ.ـايـ.ـات سـ.ـامة

ليست عملاً سهلاً مـ.ـطـ.ـاردة مـ.ـرتـ.ـكـ.ـبـ.ـي الـ.ـجـ.ـرائـ.ـم من عناصر النظام الأسدي، أو من جهات أخرى مـ.ـتـ.ـورطـ.ـة بـ.ـانـ.ـتـ.ـهـ.ـاكـ.ـات ضد حقوق الإنسان وبـ.ـجـ.ـرائـ.ـم حـ.ـرب.

وهذا العمل الجبّار يـ.ـحـ.ـتـ.ـاج لجهود كثيرة ومتعددة، لجهات قانونية في أوربا، ولعل جهود الـ.ـحـ.ـقـ.ـوقـ.ـي المحامي أنور البني يمكن احـ.ـتـ.ـسـ.ـابـ.ـهـ.ـا على هذه الجهود.

“نداء بوست” أراد تـ.ـسـ.ـلـ.ـيـ.ـط الضوء على هذه القضايا، فـ.ـالـ.ـتـ.ـقـ.ـى برئيس مركز البحوث والدراسات القانونية الـ.ـحـ.ـقـ.ـوقـ.ـي أنور البني، فكان هذا الحوار.

المدعون العامون يتجاوبون معنا يقرّ البني، وهو ناشط حقوقي قبل انـ.ـفـ.ـجـ.ـار الثورة السورية عام 2011، بأن عمله في الدفاع عن السوريين الذين تـ.ـعـ.ـرّـ.ـضـ.ـوا لـ.ـلـ.ـتـ.ـعـ.ـذيـ.ـب والـ.ـانـ.ـتـ.ـهـ.ـاكـ.ـات من قبل نظام الأسد، أو من قبل جماعات مسلحة خارج الـ.ـنـ.ـظـ.ـام، ليس عملاً فردياً بل هو عمل تتعاون فيه جهات حقوقية سورية وأوربية ودولية.

يقول البني: نحن نحاول بكل إمكانياتنا أن نلاحق الـ.ـمـ.ـجـ.ـرمـ.ـيـ.ـن الذين لدينا أدلة ضـ.ـدهـ.ـم، المعلومات وحدها لا تكفي هنا، رغم وجود ألف مـ.ـجـ.ـرم اِـ.ـرتـ.ـكـ.ـب جـ.ـرائـ.ـم حرب ضد الإنسانية بسورية من كل الأطراف، مـ.ـعـ.ـظـ.ـمـ.ـهـ.ـم من الـ.ـنـ.ـظـ.ـام، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد أطراف أُخرى (مجموعات مـ.ـسـ.ـلـ.ـحـ.ـةـ.ـ) اِرتكبت جـ.ـرائـ.ـم حرب بمناطق تواجدها.

ويضيف البني، ابن العائلة التي قضى عدد من أفرادها في سجون النظام سنوات يبلغ مجموعها 73 سنة: نحن نلاحق الجميع، ونجمع المعلومات قدر الإمكان، لكن دائماً الأساس في عملنا هو الشهود أو الضحايا، الذين يؤكدون اِرتكاب هذا المجرم لهذه الجريمة بهذا المكان، أو بهذا التوقيت.

لكن البني يقرّ أن مـ.ـهـ.ـمـ.ـتـ.ـهـ.ـم في ملاحقة مـ.ـرتـ.ـكـ.ـبـ.ـي الـ.ـجـ.ـرائـ.ـم بحق الشعب السوري تلقى تعاوناً من كل المدّعين العامين ووحدات الـ.ـشـ.ـرطـ.ـة في كل أوروبا.

حيث يقول: الادعاء العام في أوروبا يأخذ بكل جدّية ما نقدمه من معلومات، ومن توفر من شـ.ـهـ.ـود أو ضـ.ـحـ.ـايـ.ـا، حيث يبدأون بـ.ـإجـ.ـراء تحقيقات رسمية حول الـ.ـمـ.ـجـ.ـرم.

إياد الـ.ـغـ.ـريـ.ـب أقواله سـ.ـجـ.ـنـ.ـتـ.ـه سألنا البني عن مـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـة إياد الغريب، الذي تحوّل من شاهد إثبات إلى مـ.ـتـ.ـّـ.ـهـ.ـم، ومن منشق في صفوف الـ.ـجـ.ـيـ.ـش الـ.ـحـ.ـر بوقت مبكّر إلى مـ.ـجـ.ـرم بنظر الـ.ـقـ.ـضـ.ـاء الـ.ـألـ.ـمـ.ـانـ.ـي، فأجاب: قضية إياد الـ.ـغـ.ـريـ.ـب قضية بسيطة، حيث أنه بعد وصوله ألمانيا أعطى إفادة كأي لـ.ـاجـ.ـئ يصل إلى هذه البلاد، من مثل معلومات عن شـ.ـخـ.ـصـ.ـيـ.ـتـ.ـه وعـ.ـمـ.ـلـ.ـه في سورية، وبأي فرع مخابرات كان يعمل، وما الأعمال التي قام بها، والـ.ـجـ.ـرائـ.ـم التي بوسعه أن يشهد عليها.

ويتابع البني: كان الـ.ـغـ.ـريـ.ـب يقصد فضح الـ.ـجـ.ـرائـ.ـم التي حصلت في الفرع وفي الشارع، كذلك عمليات الـ.ـاعـ.ـتـ.ـقـ.ـال والـ.ـتـ.ـعـ.ـذيـ.ـب، لكنه ولسوء حظه حين وصل وأعطى إفادته، كان هناك تحقيق مفتوح حول الفرع 251.

إياد غريب ويـ.ـشـ.ـرح البني الأمر مـ.ـوضـ.ـحـ.ـاً: الـ.ـغـ.ـريـ.ـب قال ”كنا نخرج ونعتقل ناس“، وحدّد حـ.ـادثـ.ـة معيّنة، هي ذهاب عناصر الأمن إلى حرستا واعتقالهم لـ 30 شخصاً، تمّ وضعهم في سيارة (فان)، ومن ثمّ تمّ تـ.ـسـ.ـلـ.ـيـ.ـمـ.ـهـ.ـم للفرع 251، مع علمهم أن هـ.ـؤـ.ـلـ.ـاء الـ.ـمـ.ـعـ.ـتـ.ـقـ.ـلـ.ـيـ.ـن سـ.ـيـ.ـتـ.ـعـ.ـرضـ.ـون للتعذيب، ومن الممكن أن يـ.ـمـ.ـوتـ.ـوا تحت التعذيب.

ويرى البني ان هذه الإفادة التي قدمها الـ.ـغـ.ـريـ.ـب وصلت للمدعي العام الذي تصله كل الشهادات والإفادات، وهذا ما دفع المدعي العام إلى ضم شهادته للملف المفتوح أساساً للفرع 251 وبأنور رسلان بالذات.

حيث اِستمع المدعي العام للغريب أولاً كشاهد، وعندما ردّ، أكّد إفادته من أنهم قاموا باعتقال 30 شخصاً وسلموهم للفرع 251، هنا اعتبر الـ.ـغـ.ـريـ.ـب مشاركاً بـ.ـالـ.ـجـ.ـريـ.ـمـ.ـة، وتقرّر توقيفه، حيث لم يكن يتواجد معه محاموه.

ويوضح البني أن الـ.ـغـ.ـريـ.ـب لا يملك أي شاهد أنه كان ضحية، أو شاهد عليه أنه اِـ.ـرتـ.ـكـ.ـب جـ.ـريـ.ـمـ.ـة، ولكن الذي تسبب بإدانته أمام المحكمة هي أقواله أمام المدعي العام وأمام دائرة الهجرة.

ولذلك لا يمكن الآن فتح الملف ثانية. عملنا الـ.ـحـ.ـقـ.ـوقـ.ـي جهد سوري أوربي يقول البني حول برنامجه القانوني لـ.ـمـ.ـلـ.ـاحـ.ـقـ.ـة مـ.ـنـ.ـتـ.ـهـ.ـكـ.ـي حقوق الإنسان السوري والذي أتوا إلى أوروبا بعد ذلك: هذا العمل ليس عملنا وحدنا، إنما هو مجموعة جهود منظمات عديدة سورية ودولية وأوربية، بالإضافة لجهات تحقيق أو الادعاء العام، أو وحدات البوليس.

ويضيف: الواقع أن هناك تعاوناً كبيراً من الـ.ـمـ.ـنـ.ـظـ.ـمـ.ـات السورية ومن الـ.ـمـ.ـنـ.ـظـ.ـمـ.ـات الدولية، أما الصعوبات التي تعترضنا فهي حـ.ـمـ.ـايـ.ـة الشهود، أو حـ.ـمـ.ـايـ.ـة أهالي الشهود، لأن غالب الـ.ـضـ.ـحـ.ـايـ.ـا أو الشهود يقيم أهلوهم في سورية بمناطق الـ.ـنـ.ـظـ.ـام، أو بمناطق خطرة.

وبالتالي فإن الصعوبات الأساسية تتجلى بضرورة أن نأمن ألا يتعرض هـ.ـؤـ.ـلـ.ـاء الشهود، أو يتعرض ذووهم أو أقاربهم للأذى، ولهذا تتوجّب حمايتهم. ويوضح البني قائلاً: نحن نقدر على تأمين الحماية للشاهد في أوروبا، إذا كانت حياته مهددة، وقد تمّ تأمين حـ.ـمـ.ـايـ.ـة للشهود وأهلهم، ومع ذلك الحماية الأساسية تكون بالحفاظ على سرية اسم الشاهد، ومثل هكذا أمر تعترضنا فيه صـ.ـعـ.ـوبـ.ـات، ومع ذلك الأوضاع في هذا الجانب جيدة.

تدوير النظام.. حلم إبليس

وعن سؤالنا حول إمكانية إعادة تأهيل النظام ليبقى في سدّة الـ.ـحـ.ـكـ.ـم في سورية، يقول البني: لا يمكن لأحد تدوير الـ.ـنـ.ـظـ.ـام، فهو حلم إبليس بالجنة كما يقولون، ولا يمكن أن يمدّ يده لهؤلاء الـ.ـمـ.ـجـ.ـرمـ.ـيـ.ـن الذين تلوثت أيديهم بالدماء إلا أشخاص ملوثة أيديهم بدماء شعوبهم أيضاً.

ويضيف البني: النظام أصبح نفايات سامة، تسمّم كل من يلمسها، فكيف من يعيد تدويرها؟ ولعل مثال ذلك رفعت الأسد، الذي لم يجد دولة في العالم تقبل أن تستضيفه، فاضطر مجبراً ومكرهاً على الهروب من أوربا، والعودة إلى وكر الـ.ـمـ.ـجـ.ـرمـ.ـيـ.ـن في دمشق، التي لم يجد غيرها تستقبل مـ.ـجـ.ـرمـ.ـاً مثله.

ويستطرد البني فيقول في موضوع آخر: اللجنة الدستورية ومنذ البداية كانت لعبة هدفها تـ.ـضـ.ـلـ.ـيـ.ـل وصـ.ـرف الأنظار عما يعانيه الشعب السوري، وخلق سراب أمامه، يركض خلفه الجمهور، أو تـ.ـشـ.ـيـ.ـيـ.ـد مسرح لـ.ـإلـ.ـهـ.ـاء الجمهور، بل هي مسرح دمى لصرف الناس عما يُرتكَب من جرائم، وكذلك عن عجز المجتمع الدولي والقوى الدولية عن إيجاد حلٍ للوضع السوري، ليحفظ بعض ماء وجوههم.

ويرى البني أن اللجنة الدستورية هي اختراع روسي، هدفه إنهاء كل مفاعيل القرار 2254، واعتبار كل بنوده وكأنها لم تكن، معتبراً أن الانخراط باللجنة الدستورية خيانة لمعاناة الشعب السوري، على حدّ قوله، وخيانة لآماله وطموحه ببناء بلد ديمقراطي حر خارج إطار الـ.ـتـ.ـهـ.ـمـ.ـة من الـ.ـمـ.ـجـ.ـرمـ.ـيـ.ـن.

المصدر: نداء بوست

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى