close
أخبار سوريا

عبارة هزت مشاعر السوريين ‏”إذا رأيتم الدبابات في الرستن فاعلموا أني قد استشهدت”..قصة الملازم المنشق أحمد مصطفى الخلف

عبارة هزت مشاعر السوريين ‏”إذا رأيتم الدبابات في الرستن فاعلموا أني قد استشهدت”..قصة الملازم المنشق أحمد مصطفى الخلف

يحي نشطاء الحراك الثوري، اليوم الإثنين 28 أيلول/ سبتمبر عبر مواقع التواصل، الذكرى السنوية التاسعة لارتقاء الملازم أول المنشق “أحمد مصطفى الخلف”، الذي قضى في التصدي لهجمات نظام الأسد الهادفة إلى احتلاله مدينة الرستن بريف حمص الشمالي في أيلول من عام 2011.

ويستذكر السوريين مع حلول ذكرى ارتقاء الملازم الذي اختار أن يكون في صفوف الشعب بمواجهة الأسد ونظامه المجرم، عبارته الشهيرة: “إذا رأيتم الدبابات في الرستن فاعلموا أني قد استشهدت”، التي خلدها تاريخ الثورة السوريّة.

وظهر ذلك في العبارة التي طالما سُمع صداها بين حوارات السكان على مدى سنوات طويلة لا سيما بين من عايشوا لحظات تلقي نبأ استشهاده، إثر تصديه مع مجموعة من الثوار لرتل ضخم من الدبابات استقدامها النظام في محاولات دخوله لمدينة الرستن شمالي حمص.

وشكّل انشقاق الملازم المبكر تحولاً كبيراً في مسيرة حياته ضمن الثورة السورية وجاء ذلك بعد أن ظهر بتسجيل مصور في منطقة درعا البلد، معلناً اصطفافه لجانب الشعب مجاهراً العداء للجلاد، وبعد ثلاثة أشهر ارتقى شهيداً على ثرى مدينته حمص، مختتماً حياته بأعمال بطولية من الدفاع عن بلده وشعبه.

هذا ولم يقتصر إجرام النظام على اجتياح المدينة وقطف واحدة من أبرز زهرات شبابها بل عمد إلى قصف المدينة بشتى أصناف الأسلحة بعد معاودة تحريرها من قبضته الأمنية والعسكرية على يد الثوار.

وأودى قصف متكرر شنته قوات النظام ضد المدينة لاستشهاد الطفلة “هدى” في الشهر السابع من عام 2012 وهي ابنة الملازم “أحمد الخلف”، لتلحق بوالدها الذي تحول إلى رمز من رموز الثورة السورية ضدّ النظام.

والشهيد “الخلف”، هو ضابط برتبة ملازم أول من من مواليد مدينة الرستن بريف حمص عام 1983 والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 2004 ومع اندلاع الثورة السورية سارع إلى الانشقاق بتاريخ 24 حزيران 2011، عن النظام وقاتله في محافظة درعا فيما انتقل إلى حمص واستشهد فيها، بعد أشهر على انشقاقه.

حينَ اندلعت الثورة السورية ربيع 2011 في درعا كان أحمد الخلف برتبة ملازم أول في الكتيبة الأولى التابعة للفرقة 15 العاملة في السويداء جارة مهد الثورة، كانت تأتيه الأخبار عن كيفية تعامل قوات الأمن والجيش مع المتظاهرين بالعنف والنار

حتى صدرت إليه الأوامر 7ـ06-2011 من قادته بالتوجه إلى درعا للقضاء على “عصابات إرهابية مسلحة تروع وتقتل الأهالي وتخرب الممتلكات العامة والخاصة”، كما كان يروج الإعلام الأسدي وضباط التوجيه السياسي في القطعات العسكرية

وهناك في حي “العباسية” أدرك الحقيقة عاريةً، فإن كان في عري الجسومِ قباحةً فأحسن شيء قي الحقيقة أن تعرّى، لم يرَ عصابات مسلحة ولا إرهابيين، كانت جموعا غفيرة من من أهل وطنه يتظاهرون بشكل سلمي

يحملون أعلام الوطن، وكان سلاحهم الورود، وصيحات ولافتات تنادي بالحرية والكرامة فأعطى أوامره لجنوده بعدم إطلاق النار على شعبه.

وأدرك أنَّ أفراد الجيش السوري الذين يتغنى بهم ملايين السوريين في النشيد الوطني بأنهم حُماة الديار قد تحولوا إلى حُماة بشار، فانحاز لشعبه الذي أقسم على حمايته عند تخرجه من الكلية العسكرية وانشق هو ومجموعة من جنوده ودخل إلى الأردن الشقيق وأدى له الجندي الأردني الذي كان باستقباله التحية كما تقضي الأصول العسكرية.

لم تطل إقامته في الأردن فعاد إلى سوريا بعد أسبوعين لأن حلماً كان بانتظاره عليه أن يسعى إلى لقائه، ثم أمّن له ثوّار درعا الوصول إلى بلدته الرستن وانضم إلى كتيبة “خالد بن الوليد” أولى كتائب الجيش الحر حينها

باع مصاغ زوجته بسبعين ألف ليرة سورية وكان ينقصه مثلها لاقتناء قناصة وتحقيق هدفه، فلم تفِ إلا لشراء بارودة كلاشينكوف في ذلك الزمن الجميل والنظيف من عمر الثورة قبل أن يلوثها دعم الداعمين ومصالحهم.

في بلدته لم يخلد الخلف للراحة بل تابع مشواره النضالي، وعندما قام مع ثوار الرستن بطرد كل القوى الأمنية منها وتحريرها، جنّ جنون النظام فحشد له قوات ضخمة مدعومة بالدبابات لاستعادتها.

وهناك ومن المدخل الشرقي للرستن الذي تولى الدفاع عنه تمكنت دبابات الأسد من دخول البلدة بعد مقاومة عنيفة وصمود ليومين متتاليين من الملازم أول أحمد الخلف ورفاقه بسلاحهم الخفيف فعلم أهالي الرستن أنه قد استشهد، وأنه أوفى بوعده، ليلتقي بذلك مع حلمه بتاريخ 28/9/2011 الذي سار إليه حتى أرض الرستن.

ترك خبر ارتقاءه حزناً عميقاً في نفوس السوريين الأحرار على امتداد الوطن وبكاه الرجال والنساء على حد سواء.

لم يمهل البطل أحمد الخلف الحلم شهراً آخر ليكحل عيناه برؤية ابنه عمر، فقد كان مستعجلا ً للقاء حلمه ، فجاء الوليد عمر إلى هذه الدنيا يتيماً، لكنه يحمل فخراً سيظل رافعاً رأسه به طوال حياته:

إنه ابن احمد الخلف، لكن أخته هدى ذات الأربع سنوات حرمتها قذائف الأسد هذا الفخر لتعانق روحها روحَ أبيها

سوشال

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى