close
قصص منوعة

الحب الذي فلق الجبل….داشراث الهندي

لفظت أنفاسها في اليوم التالي.

موت الزوجة الحبيبة شكل صدمة عظيمة زلزلت كيان “داشراث” وقلبت حياته رأسا على عقب ، فغرق في حزن عميق ، واعتكف في منزله منقطعا عن الناس ، وظل على هذه الحال لأيام ، بالكاد يأكل أو يشرب ، ويمضي وقته بالبكاء ..

لكن ذات صباح ، فوجئ الجيران بـ “داشراث” يخرج من منزله وهو كث اللحية منكوش الشعر ، حاملا فأسه على كتفه ، ومتوجها صوب الجبل الذي يفصل البلدة عن المدينة الكبيرة ،.

وحين سألوه : إلى أين تذهب ؟ .. أجابهم قائلا بأنه ذاهب ليلقن الجبل درسا لأنه منع إسعاف زوجته وتسبب في موتها! .. فهزوا رؤؤسهم أسفا على الرجل وظنوا أنه فقد عقله جراء صدمة موت زوجته.

قرر ان يشق طريقا في الجبل باستعمال فأس فقط….

لكن “داشراث” لم يكن مجنونا كما حسبوا ، كانت لديه خطة ، لعلها مجنونة بعض الشيء ! لكنها بالنهاية فكرة آمن بها وعمل على تنفيذها مهما تكلف الأمر .

فالرجل أراد أن يشق طريقا في قلب الجبل لكي يربط بين بلدته النائية والمدينة الكبيرة حيث توجد المستشفيات والمدارس والمكاتب الحكومية والوظائف ..

قال بأنه لا يريد أن تواجه سيدة اخرى نفس مصير زوجته بسبب تعذر نقلها للمستشفى ، ولا يريد لأطفال بلدته أن يظلوا بدون تعليم بسبب تعذر الوصول للمدارس ، ولا يريد لشبابها أن يظلوا عاطلين عن العمل بسبب تعذر الحصول على وظائف ..

فالطريق التي خطط “داشراث” لشقها في قلب الجبل كانت ستختصر المسافة إلى المدينة من 70 كم إلى 15 كم فقط ، وكانت ستسهل على الناس الوصول إلى المستشفيات والمدارس والوظائف في المدينة.

بالتأكيد كان هدف “داشراث” ساميا ونبيلا ، لكنه أيضا بدا مستحيلا من جميع الوجوه ، لا عجب أن صار الرجل أضحوكة بلدته ومحل سخرية وتندر أهلها ، إذ كيف لرجل نحيل وفقير لا يملك سوى فأس صدئة أن يشق طريقا في قلب الجبل ؟ ..

بيد أن السخرية لم تثني “داشراث” عن المضي في مشروعه ، بل زادته إرادة وتصميم ، حتى أنه باع نعاجه الأربع ليشتري بثمنها أزاميل يدق بها الصخر ..

ومضت الأيام والشهور والسنين ، و”داشراث” لقراءة تتمة القصة ومشاهدة الصور أضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى