close
منوعات

يحكى انه في زمان قبل بعثه النبي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

نظر الغريب المسافر إلى الرجل الصالح ، ثم حياه بتحية مهذبة ، فلما ردّ عله التحية ، بادره الغريب المُسافر بهذا السؤال : و هل أنت الرجل الصالح ؟ فرد عليه الرجل الصالح: نعم أنا الرجل الصالح .. ولكن بالله عليك يا أخي لم تسألنى عن اسمي وانت لا تعرفني ؟ فقال له الغریب المُسافر: لقد سمعت صوتا يأمر السحابة التي أمطرت هذا الماء منذ قليل أن تسقى حديقتك .. بالله عليك هلا أخبرتني ماذا تصنع في حديقتك ، حتى يؤمر السحاب بسقيها دون غيرها من الحدائق ؟..

تبسم الرجل الصالح ، وقال للغريب المُسافر : اما وقد سالتني، فسوف اخبرك ماذا اصنع في حدیقتي حتی يأتيها الماء سهلا هكذا، بينما تحتاج غيرها من الحدائق إلى قطرة ماء ، ولكن اجلسن لتستريح وتتناول طعامًا أؤلا، جلسن الغريب المُسافر ، في ظل شجرة ، بينما سارع الرجل الصالح بقطف بعض الثمار الشهية الناضجة من حديقته ، وقدّمها له ، وهو یقول :

تفضل كل هنيئا مريئا من ثمار حديقتي.. تناول الغريب المُسافر ثمرة وقضمها ، فلمّا تذوّق طعمها بانت عليه السعادة ، فقال للرجل الصالح : ما أطيب هذه الثمار ، وألذ طعمها .. حقا إنها ثمار شهية ، خبرني بالله عليك ماذا تصنع في حديقتك ؟ فقال له الرجل الصالح : لاشيء سوى انني انظر الى محصولها يوم حصاده،

فاقسمه ثلاثة أقسام مُتساوية ، فأتصدّق بثلثه على مستحقيه واكل انا وعيالي ثلثه ، اما الثلث الباقي فابيعه ، وانفق منه علی زراعة الحدیقة ورعايتها..

تعجب الغريب المسافر ، وهو ينظر إلى الرجل الصالح، ويقول : و سبحان الله .. ما شاء الله .. بارك الله لك في حديقتك أيها الرجل الصالح .. وبينما كان الغريب المُسافر يتناول ثمرة أخرى من الثمار الشهية التي قدّمها له الرجل الصالح ، لاحظ أن بعض الطيور قد حطت فوق شجرة قرية منهما ، وأخذت تأكل من ثمارها ،

فنظر إليها : الرجل الصالح بسعادة ، ولم يهشها بعيدا عن الثمار، بلِ ترکھا تاكل آمنة دون ان یعکر صفوها، کما یفعل غيره من أصحاب الحدائق..

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى