close
أخبار سوريا

أمجد يوسف: “قَـ.ـتَـ.ـلتُ الكثيرين وفخور بما أفعل”!!!

أمجد يوسف: “قَـ.ـتَـ.ـلتُ الكثيرين وفخور بما أفعل”!!!

المذبحة المذكورة التي وثقها مقطع فيديو نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، وقعت في نيسان/أبريل 2013، وبدأت باعتـ.ـقال النظام لمجموعات من المدنيين معصوبي الأعين وتقييد أيديهم، ثم اقتيادهم نحو حفرة وإعـ.ـداـ.ـمهم جماعياً رميـ.ـاً بالرصـ.ـاص.

المجزرة التي راح ضحيتها 41 شخصاً، ذهبت إلى أبعد من ذلك، حين أقدم الجناة على سكب الوقود فوقها وإشعالها، وسط ضحكات تتعالى فيما بينهم، قرب عدة كيلومترات من مقر رئيسهم بشار الأسد.

وعبر فيسبوك استطاعت مجلة نيولاينز الوصول لمنفذ تلك المجزرة المدعو أمجد يوسف، وتمكنت من إقناعه بأن المعلومات التي ستحصل عليها ستوضع ضمن بحث أكاديمي عن سياق النزاع السوري لتبدأ سلسلة من المحادثات استمرت لحوالي 6 أشهر.

أول ظهور للجزار

اللقاء الأول الذي كان على سبيل التعارف مع جزار حي التضامن جرى ضمن شهر آذار/مارس 2021 وعبر فيسبوك، أطل أمجد للمرة الأولى من داخل فرع أمني بلباس مدني إلى مكتبٍ تعلوه صورةٌ لبشار الأسد معلقةً على الحائط الخلفي.

دا التوتر على عنصر المخابرات وخفف منه تبادل المجاملات الاعتيادية بينه وبين صحفي المجلة، ولم يُدرك أمجد أن سلوكه بحد ذاته كان أحد مواضيع بحث نيولاينز التي ذكرت بأنها استطاعت “توثيق وجه منتهكٍ حقيقي لحقوق الإنسان وهو في مكتبه ومع فنجان قهوته”.

اللقاء الثاني الذي تبادل فيه أمجد وصحفي المجلة مواضيع أكثر إثارة، جرى ضمن وقتٍ متأخرٍ من الليل، وظهر فيه الجزار وهو يدخن بشراهة مرتدياً قميصاً داخلياً (شيّال أبيض)، وذكر بأنه ولد عام 1986 في قرية نبع الطيب الواقعة ضمن منطقة الغاب في ريف حماة وسط غرب سوريا.

أمجد حسبما ذكر للمجلة هو الابن الأكبر لعائلة مكونة من عشرة أخوة وأخوات وقد التحق بمدرسة المخابرات العسكرية الواقعة في منطقة ميسلون في ضاحية الديماس في دمشق عام 2004، أمضى فيها 9 أشهر من التدريب المكثف.

نحو المخابرات العسكرية

وفي الثامنة عشر من عمره عمل لصالح المخابرات العسكرية وكان ذلك حسبما يقول الفرصة الأفضل لتحصيل حياةٍ مختلفةٍ عن أسلافه، الذين عانوا مشقة العمل في حقول التبغ لكسب لقمة معيشتهم.

إلى جانب الأحلام الاعتيادية من امتلاك منزل وعائلة وسيارة، كان لدى أمجد رغبات خفية، بالتحرر من والده وهو شيخ من الطائفة العلوية، اختار العزلة بعد تقاعده من سلك الجيش والمخابرات، إلا أنه لم يتحرر من التعاون معها وبات في عداد: “ابن المؤسسة”.

أصبح أمجد يوسف البالغ من العمر في الوقت الحالي 36 سرّ أبيه، ولم يستطع ألّا يعبر عن خوفٍ دفينٍ من والده الذي لم يكن يجرؤ يوماً على التدخين في حضوره، وبعد ترقيات نالها في الألفية الجديدة، بات عام 2011 في رتبة صف ضابط مُحقِّق.

بات جزار النظام السوري يعمل بساعات دوام مكتبية ثابتة في فرع المنطقة أو الفرع 227 الواقع ضمن كفرسوسة داخل العاصمة دمشق وهو المسؤول عن اعتقال وتعذيب وقتل الكثير من معارضي النظام السياسيين.

على خطوط الجبهات

بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011 عين النظام السوري أمجد في قسم العمليات ليكون مسؤولاً على خطوط الجبهات في ضواحي دمشق الجنوبية، وتحديداً بين العامين 2011 و2021 كان المسؤول عن أمن خطوط الجبهة في منطقتي التضامن واليرموك.

يؤكد أمجد على فكرته واعتقاده بأنه لم يكن هناك أثناء الأزمة السورية أي شيء اسمه مخابرات قائلاً: “كنا كلنا جيش ومهماتنا كانت نفسها” معبراً عن طبيعة حساسة ومحرمة في مجرد نطق هذه الكلمة داخل سوريا.

من خلال حديث عنصر المخابرات عن سياقات ومسببات النزاع في سوريا، اتضح أنه ازداد تشدّداً بعد مصرع شقيقه الأصغر الذي قضى أثناء أدائه خدمته العسكرية في الجيش بتاريخ 1 كانون الثاني/يناير 2013، فبدا عليه التأثر وصار يعبث بولاعة سجائره بتشنج.

تمتم أمجد حين الحديث عن شقيقه: “لقد انتقمت، أنا لا أكذب عليكِ. لقد انتقمت، لقد قتلت. لقد قتلت كثيراً، قتلت كثيراً ولا أعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم” وأضاف معبراً عما في مكنوناته: “أنا فخور بالي عملتو”.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد وثقت عام 2013 ما لا يقل عن 248 عملية إعدام جماعي ضمن بلدتي البيضا وبانياس يومي 2 و3 مايو/أيار من ذات العام، واصفة الحادثة بالأكثر دموية منذ بداية النزاع.

“بينما ينصب تركيز العالم على ضمان عدم تمكن الحكومة السورية من الآن فصاعداً من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها، يجب ألا ننسى أن قوات النظام السوري استخدمت الوسائل التقليدية في قتل المدنيين” وفق المنظمة.

قصص مريعة

وأكد القائم بأعمال المدير التنفيذي في هيومن رايتس ووتش، جو ستورك، أنه سمع من الناجين “قصصاً مريعة عن إعدام أقاربهم العزل أمام أعينهم من قبل قوات النظام السوري وتلك الموالية لها”.

وسبق لهيومن رايتس ووتش ومنظمات حقوقية عديدة توثيق إعدامات ميدانية وخارج نطاق القانون تجريها قوات النظام السوري وتلك الموالية لها في أعقاب عملياتها على الأرض في أجزاء عديدة من سوريا بما فيها داريا في ريف دمشق، ومحافظتي حمص وإدلب.

وتدعو تلك المنظمات في تقاريرها الدورية، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضمان المحاسبة على هذه الجرائم بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية

والإصرار على تعاون دمشق التام مع لجنة تقصي الحقائق مشيرة إلى أن وسيلة القتل ليست مما يهم الضحايا وأقاربهم في إشارة إلى تركيز العالم الأكبر سابقاً نحو الأسلحة الكيماوية.

المصدر: روزنة

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى