close
أخبار سوريا

انهيار الليرة ومظاهرات السويداء هل تكون الضربة الاخيرة للأسد؟

تعيش مدينة السويداء جنوب سوريا، مع بضع مدن سورية أخرى، على وقع احتجاجات ملفتة، ضد غلاء الأسعار، وتردي سعر صرف الليرة السورية، وذلك قبل أيام من بدء تطبيق “قانون قيصر”، الذي يشتمل على عقوبات أميركية قاسية، قد تشل الاقتصاد السوري المتداعي بالفعل.

 

وأظهرت مقاطع فيديو، تم تداولها على نطاق واسع، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متظاهرين يجوبون الشوارع الرئيسية، والساحات في السويداء، وهم يرددون شعارات مناهضة للحكومة، تتشابه كثيرا، مع تلك التي ترددت لدى اندلاع الاحتجاجات في سوريا لأول مرة عام 2011، في وقت تحدثت فيه أنباء عن تظاهرات مناهضة للأسد، في مدينة طفس بريف درعا، قرب الحدود الأردنية، ردد خلالها المتظاهرون شعارات، تحمل الأسد مسؤولية ارتفاع الأسعار.  وكان لافتاً أيضا ترديد المتظاهرين في السويداء، شعارات جديدة، تطالب بخروج روسيا وإيران من سوريا، داعية لحرية البلاد، إذ هتف محتجون: “سوريا حرة حرة، إيران وروسيا برا”، و”يرحم روحك يا سلطان البلد صارت لإيران”.

 

ودشن ناشطون من السويداء ودرعا، حملة تحت عنوان”بدنا نعيش”، في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبروا من خلالها عن غضبهم، من تردي الأحوال المعيشية، والارتفاع الكبير في الأسعار.

سقوط مدوي لليرة:

وتأتي الاحتجاجات في وقت، تواصل فيه الليرة هبوطها الكبير، مقابل الدولار، مسجلة أدنى مستوى لها في تاريخها، وكانت قد سجلت سقوطا مدويا الاثنين 8 حزيران/يونيو، لتسجل نحو 3500 ليرة مقابل الدولار الواحد، فاقدة أكثر من 280 في المائة، من قيمتها منذ مطلع العام الجاري 2020، غير أن معدل انهيار العملة السورية تسارع خلال الأيام القليلة الأخيرة، حيث فقدت منذ السبت الماضي مايزيد على 40% من قيمتها.  ويأتي الانهيار الملحوظ في قيمة الليرة السورية، من وجهة نظر محللين، متأثرا بعاملين أساسين، أهمهما قانون العقوبات الأمريكي، الذي سيبدأ تطبيقه ضد سوريا، في السابع عشر من حزيران/ يونيو الجاري، والمعروف باسم “قانون قيصر للحماية المدنية”، ثم الصراع الذي تفجر مؤخرا، بين رجل الأعمال السوري البارز رامي مخلوف، ابن خال الرئيس والسلطات السورية.  قيصر  أما قانون قيصر والذي نددت به دمشق مرارا، فهو يفرض عقوبات على أي جهة في العالم، تتعامل مع الحكومة السورية، أو توفر لها التمويل، بما في ذلك المصرف المركزي، أو أجهزة الاستخبارات والأمن السورية، كما يفرض أيضا عقوبات على الحكومات والشركات الأجنبية، التي تتعامل مع دمشق وبينها شركات روسية وإيرانية، وقد ساهمت حالة الخوف من هذا القانون، من وجهة نظر محللين، في الانهيار الحالي الذي تشهده الليرة السورية.  وكان المبعوث الأميركي لسوريا (جيمس جيفري)، قد قال الأحد 7 حزيران/يونيو، إن بلاده قدمت إلى الأسد، طريقة للخروج من أزمة الليرة، وإنه إذا كان مهتماً بشعبه فسيقبل العرض، مشيرا إلى أن واشنطن، ترغب في رؤية عملية سياسية، وليس مهما أن تقود إلى تغيير النظام، لكنها تطالبه بتغيير سلوكه، وعدم منح إيران قاعدة لبسط هيمنتها على المنطقة.  وأرجع جيفري انهيار الليرة السورية، إلى قيود أمريكية، منعت النظام من تبييض أمواله، في مصارف لبنان، وكذلك إلى الرد الأمريكي المفترض، في حال أقدمت أي دول أوربية أو الصين على تقويض “قانون قيصر”.  مخلوف  أما تأثير الخلاف الأخير، بين أجهزة الدولة السورية، ورجل الأعمال المتنفذ رامي مخلوف، فقد أضاف من وجهة نظر المحللين، عاملا مساعدا في تردي قيمة العملة السورية.
وكانت السلطات السورية، قد أمرت في أيار/مايو الماضي بحجز أموال مخلوف إبن خال الرئيس، وأحد أكبر رجال الأعمال في البلاد، بعد أن اتهمته بالتهرب من تسديد مبالغ مستحقة عليه، لصالح الحكومة ، وجاءت خطوة الحكومة، بعد بث مخلوف تسجيلا كشف فيه عن تعرضه لضغوط وتهديدات، وقوله بأن هناك من يسعى للسيطرة على شركته بأي وسيلة.  ويرى مراقبون أن أصداء التصرف مع مخلوف، من قبل السلطات السورية، ترددت لدى معظم رجال الأعمال السوريين، وأدت إلى مخاوف في أوساطهم، كما أنها ربما أدت إلى شح، في العديد من السلع التي كان يؤمنها مخلوف، عبر شركاته للسوق المحلية.

شاهد الممثلة الابـ.ـاحـ.ـية اللبنانية مايا خليفة تستفز العرب بهذا المقطع👇👇

شاهد مقطع ساخر لسوريين بشأن انهـ.ـيار العملة السورية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى