close
أخبار العرب والعالم

العالم يحبس أنفاسه…..الحرب الكبرى على أوكرانيا بانتظار قرار بوتين

العالم يحبس أنفاسه…..الحرب الكبرى على أوكرانيا بانتظار قرار بوتين

تتّجه الأنظار إلى الموقف الذي ستُعلنه روسيا من الردود الأميركية – «الأطلسية» التي تسلّمتها، أخيراً، على ورقتها للضمانات الأمنية المطلوبة على حدودها.

وإذ يبدو، إلى الآن، على ضوء التصريحات الروسية، أن ثمّة تشاؤماً بتلك الردود، التي لا تبعث على الأمل إلّا في ما يتّصل بـ«مسائل ثانوية» على حدّ توصيف سيرغي لافروف، ينفتح الباب على جملة سيناريوات تصعيدية،  يحبس العالم كلّه أنفاسه على وقْعها.

سيناريواتٌ لا تبدو واشنطن صاحبة اليد الطولى فيها، إذ إن توسيعها دائرة العقوبات على موسكو يعني عملياً إيصال الأمور إلى نقطة اللاعودة، فيما مسعاها إلى استبدال الغاز الروسي لأوروبا، لا يزال يواجه عقبات، تدْفع خبراء إلى تَوقّع فشله بالكامل.

يبدو أن الشدّ والجذب بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة و«حلف شمال الأطلسي» من جهة أخرى، على خلفيّة الأزمة الأوكرانية، وصلا إلى مرحلة حاسمة.

فإمّا سيف المواجهة العسكرية والعقوبات، أو خيار الحلول الدبلوماسية والحوار لحلّ الأزمة التي وصلت إلى مستويات خطيرة يعيش العالم كلّه على وقْعها، بسبب تداعياتها على سوقَي الطاقة والغذاء (القمح تحديداً).

وبعد نحو شهر على تقديم موسكو ورقة الضمانات الأمنية التي تُطالب بها، قدّمت واشنطن و«الناتو» ردودهما الخطّية على المطالب الروسية.

وفيما لم يُكشف عن مضمون تلك الردود، جدّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، والأمين العام لحلف «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، تأكيدهما أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين لا يعتزمون مناقشة «سياسة الباب المفتوح» لـ«الأطلسي»، والتي تتيح للأخير التمدّد في أوروبا الشرقية بالقرب من روسيا.

وفي الوقت نفسه، أبدت الولايات المتحدة رغبتها في الحوار حول الحدّ من التسلّح وزيادة الشفافية وتقليل المخاطر.

وإذ أوضح بلينكن أن الردّ المُرسَل إلى موسكو ليس «وثيقة مفاوضات رسمية أو اقتراحاً»، واصفاً إيّاه بأنه «مجموعة من الأفكار»،

فهو بيّن أنه يتكوّن من عدّة عناصر، تشمل مخاوف واشنطن وحلفائها من تصرّفات موسكو «التي تُقوّض الأمن والاستقرار» بحسب وصْفه.

كما تتضمّن التأكيد أن أيّ دولة لها الحقّ في أن تُقرّر، بشكل مستقلّ، طبيعة التحالفات التي ستَدخلها وكيفية ضمان أمنها، في ردّ غير مباشر على طلب روسيا وقْف توسّع «الناتو» وتعاونه مع دول ما بعد الاتحاد السوفياتي.

وفي هذا الإطار، أكد بلينكن أن «أبواب الناتو مفتوحة وستظلّ مفتوحة، لقد كُنّا (أي واشنطن) وما زلنا ملتزمين بهذا المبدأ».

أمّا المجالات التي ترى واشنطن أنه من الممكن فيها الاتفاق على أساس «المعاملة بالمِثل» مع موسكو، فتتعلّق بالحدّ من التسلّح (بما فيه الحدّ من نشْر أنظمة الصواريخ)، وزيادة الشفافية حيال الأنشطة العسكرية وتقليل المخاطر، بحسب الأوراق الأميركية – «الأطلسية».

هذا الردّ لم يكن مفاجئاً بالنسبة إلى روسيا، التي أدركت منذ مدّة أن الغرب تخطّى «الحدود الحُمر» معها، وبالتالي فهي لم تنتظر جواباً يلبّي طموحاتها.

ولذا، لم يُبدِ «الكرملين» تفاؤله بالجواب الأميركي الذي تسلّمه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إذ قال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إنه «لا يمكن القول إن الولايات المتحدة وحلف الناتو راعَيا اعتبارات روسيا بشأن الضمانات الأمنية، أو أظهرا استعداداً لأخْذ مباعث قلق موسكو في الاعتبار».

فيما أشار وزير الخارجية، سيرغي لافروف، إلى أن الرسالة الأميركية «تبعث على الأمل في إطلاق حوار جدّي، لكن بشأن قضايا ذات أهمية ثانوية فقط».

مضيفاً أنه في ما يخصّ طلب موسكو وقف تمدّد «الناتو»، والكفّ عن نشْر منظومات هجومية من شأنها أن تشكّل خطراً على أراضي روسيا، فإن الأميركيين لم يبعثوا بـ«أيّ ردّ إيجابي».

وفيما لفت إلى أن الخارجية الروسية تدرس حالياً الردّ الأميركي على مبادرتها، والآخر الذي تلقّته من «الأطلسي»، كشف أن بوتين سيحدّد الخطوات المستقبلية الواجب اتّخاذها، بعد تَسلُّمه تصوُّر الوزارة إثر التشاوُر مع الوزارات المختصّة الأخرى.

وفي المقابل، قال بلينكن، الذي يُتوقّع أن يلتقي لافروف الأسبوع المقبل في جنيف لاستكمال البحث، إن «القرار بشأن كيفية الردّ متروك لروسيا».

معتبراً أن «هناك نقاطاً إيجابية للغاية في هذه الوثيقة ينبغي العمل عليها». وإذ رمى الكرة في ملعب موسكو، فهو أكد أن بلاده وحلفاءها جاهزون لجميع السيناريوات.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى