close
أخبار سوريا

شاهد وتعرف على مسار العملية التركية في عدة مدن سوريا قريبا

شاهد وتعرف على مسار العملية التركية في عدة مدن سوريا قريبا

أشار مركز جسور للدراسات إلى أن مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها شمال حلب، تقع على رأس قائمة الأولويات التركية، لجهة موقعها القريب من القواعد التركية المنتشرة في منطقة عمليات “درع الفرات”، وقربها من الشريط الحدودي أيضا.

ويرى المركز أن السيطرة على هذه البلدة ومحيطها يتيح لأنقرة إعادة توطين عشرات الآلاف من النازحين المقيمين على الشريط الحدودي، لافتا إلى أن تل رفعت تضاف إلى بلدة عين عيسى بريف الرقة على قائمة الأولويات التركية.

لكن أي تحرك عسكري تركي بحجم السيطرة على مدن وبلدات إستراتيجية في سوريا، يرى المركز أنه يحتاج بطبيعة الحال إلى تفاهمات سياسية مع الأطراف الدولية الفاعلة تمهد لهذا التحرك.

وأشار المركز إلى الملامح والمحددات للتفاهمات المحتملة التي قد تهيئ الأجواء لعملية عسكرية تركية منها “رغبة أنقرة في إنهاء الهجمات التي تطال قواعدها العسكرية في سوريا، وكذلك الأراضي التركية على اعتبار أنها تشكل خطرا أمنيا، وباتت مكلفة سياسيا بالنسبة لأنقرة”.

ولفت إلى أن عدم التنسيق المسبق مع الأطراف الدولية الفاعلة يفتح الاحتمالات على صدام مكلف سياسيا وحتى عسكريا مع القوات الأمريكية أو الروسية.

ورجح أن موسكو لن توافق على التوغل التركي البري في المزيد من المناطق الواقعة على الطرق الدولية والتجارية على غرار تل رفعت، المُتمَوْضِعة على الطريق الدولي “غازي عنتاب– حلب” الدولي، والأمر ذاته ينطبق على مدينة “عين عيسى” بريف الرقة.

من جهة ثانية، عملت روسيا خلال الأشهر الماضية على زيادة الثقة بينها وبين “قسد”، في سياق محاولات إقناع الجانب الأمريكي بأن موسكو قادرة على تقديم الحماية للتنظيم في شمال شرق سوريا.

وبالتالي دفع واشنطن لمغادرة المنطقة، وبالتالي من الصعب توقع انسحاباتٍ روسيةً من مناطق إستراتيجية بالنسبة لـ”قسد” على غرار “عين عيسى”، التي تعتبر بمثابة عاصمة إدارية وأمنية لـ “الإدارة الذاتية”.

ويرى المركز أنه من الممكن ألا تعارِض روسيا سيطرة تركيا على بقعة جغرافية جديدة، كأن تكون بالقرب من الحدود التركية، وغير متحكمة بالطرق التجارية، مقابل مكاسب اقتصادية قد تتمثل بتسهيل التبادل التجاري بين شمال غرب سوريا ومناطق النظام السوري، أو عدم عرقلة تركيا للمَسار السياسي وفق الرؤية الروسية.

إلى ذلك، استبعد أن تقدم تركيا تنازلات جديدة في منطقة إدلب مقابل تفاهمات بإطلاقها عملية عسكرية ضد “قسد”، وفي حال كان التفاهم يضمن موافقة روسيا على سيطرة تركيا على مناطق إستراتيجية مثل “تل رفعت” و”عين عيسى” و”منبج”.

فهنا من الممكن أن توافِق أنقرة على تنفيذ بروتوكول “5 آذار/ مارس 2020″، الذي ينص على تأسيس ممر آمن على ضفتي طريق “m4″، أي إخلاء الممرِ من الفصائل العسكرية دون انسحاب تركي.

وفي النهاية، رجح أن تفكر أنقرة في بدائل مرضِية لها، كالعمليات الاستخباراتية التأديبية التي تستهدف قيادات في “قسد” وحزب العمل الكردستاني المتورّطة في الهجمات على القواعد التركية، بالإضافة إلى انتظار تغير الظروف السياسية بما يتيح لأنقرة تحقيقَ أهدافِها.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى