close
السوريين في تركيا

واقـ.ــ.ـعة مأسـ.ــ.ـاوية..تركيا ..فاجـ.ــ.ـعة تحـ.ــ.ـل بطـ.ــ.ـفل سوري وعائلته

ترجمة وتحرير تركيا نيوز بالعربي

فاجـ.ـعة حلت بطفل سوري بعدما أصيـ.ـب بجـ.ـروح خـ.ـطيرة من جراء سقـ.ـوطه من نافذة بالطابق الخامس في مقاطعة إزمير بغرب تركيا.

وبحسب ما ترجمت “تركيا نيوز بالعربي ” نقلا عن صحيفة سوزجو التركية في تفاصيل الحـ.ـادث الذي وقع داخل بناء سكني يقع في منطقة “طربالي” حيث كانت والدة الطفل السوري نائمة عندما صعد طفلها على كرسي وسقط من نافذة المنزل من الطابق الخامس.

وأضافت أن فرق الإسعاف سارعت بعد تلقيها بلاغـ.ـات إلى مكان الحـ.ـادث بناء على تقارير شهود العيان ، بينما هـ.ـرع الجيران لإيقاظ الأم وأبلغوها بالحـ.ـادث.

وتم تم نقل الطفل السوري إلى مستشفى الجامعة بالمدينة بعد الإسعافات الأولية ، حيث أشارت التقارير إلى وجود خـ.ـطر على حيـ.ـاته ومن جانبها بدأت الشرطة بالتحـ.ـقيق في ملابسات الحـ.ـادث.

إقرأ أيضا : فناة سورية شهيرة رفـ.ــ.ـضت ان تقيم عـ.ــ.ـلاقة مع ضابط من نظام الأسد فأمـ.ــ.ـضت سنوات في السـ.ــ.ـجن

تركيا نيوز بالعربي / متابعة

سنوات طويلة قضتها صباح السالم (حمص- 1957) في مقصورة النساء بسـ.ـجن دمشق المركزي، طاويةً أجمل سنيّ حياتها وراء الجدران، بعد مسيرة حافلة كانت الممثلة السورية قد بدأتها مع كبار مخرجي السينما والتلفزيون في بلادها. فمنذ تخرجها من كلية الصيدلة بجامعة دمشق عام 1973، شاركت السالم في أنشطة النادي السينمائي الجامعي، كأحد ألمع أعضـ.ـائه اللذين أسهموا في الحركة الطالبية السورية في سبعينيات القرن الفائت. فالشابة الجميلة كانت مصـ.ـابة بالإدمان على قراءة الروايات منذ صباها في قريتها المغلية – الميدان حالياً – (35 كم شرق مدينة حمص) لتنتقل مع أسرتها بعد ذلك للعيش في حي الأرمن بمدينة حمص. هناك لم تترك (صباح الصالح – اسمها الحقيقي) داراً من دور السينما إلا وتردّدت عليها: “كنتُ ما أزال طالبة في المرحلة الإعدادية حين كان عمي يصطحبني معه إلى صالات حمص والشرق والأوبرا، وأذكر أن كل دار من دور العرض تلك كانت تختص بتقديم نوع من الأفلام، فهذه للأفلام الهندية، وهذه للمصرية وتلك للأجنبية، وكلما كنتُ أشاهد فيلماً مقتبساً من الأدب، أتمكن من قراءته وتحليله بعين مختلفة عن بنات جيلي. فقراءتي روايات من مثل “ذهب مع الريح” و”مرتفعات وذرينغ” و”البؤساء” و”أحدب نوتردام” جعلتني أكثر التقاطاً لما وراء الصور التي كنت أشاهدها في صالات السينما”.

شبّت صباح على حب القراءة، وتدبرت أمرها باستعارة الكتب من صديق للعائلة، كان يقوم بإعارتها كتباً للمنفلوطي وطه حسين ونجيب محفوظ وحنا مينة وأدونيس، لتسافر بعدها إلى دمشق وتدرس الصيدلة في جامعتها. وهناك لم تفتر حماسة الفتاة الحسناء إزاء غرامها بالقراءة ومشاهدة الأفلام، إذ كانت على الرغم من تفوقها في دراستها حريصة على ملاحقة كل جديد في صالات الزهراء والسفراء وفريال ودمشق والكندي. ففي صالة الكندي كانت عضواً ناشطاً من أعضاء النادي السينمائي الذي كان يديره كل من الناقد بندر عبد الحميد والمخرج محمد شاهين، ولفتت الصبية ذات الشخصية القوية نظر هذا الأخير الذي دعاها لتكون بطلة فيلمه “مأساة فتاة شرقية”. تقول السالم عن تلك الأيام: “طلبت السيناريو من شاهين وقرأته، لكنه لم يعجبني، ولم أجد فيه سحر تلك الأفلام التي كنتُ أشاهدها، فاعتذرتُ منه، متذرعةً بأنني مشغولة بتقديم امتحاناتي في الجامعة”.

التحـ.ـرش في القـ.ـبو

لن تطول الأيام حتى تتخرج السالم من جامعة دمشق بمعدل جيد جداً، من دون أن تترك التردّد بانتظام على نادي السينما، حيث تلقت دعـ.ـوةً جديدة من أحد المخرجين، الذي دعاها لإجراء تيست (تجربة أداء) في أستوديو المؤسسة العامة للسينما: “ذهبتُ عن طيب خاطر إلى المقابلة، وشرع المخرج بالتقاط الصور لي في أستوديو يقع في قبو بناء المؤسسة العامة للسينما، وبدأ مع كل صورة يلتقطها لي، ومع كل حركة كاميرا يطلب مني وضعيات معينة لم تـ.ـرقني، ولم تجعلني مرتاحةً له، إلى أن قام بالتحـ.ـرش بي، فما كان مني إلا أن صفـ.ـعته وهـ.ـربت مسرعةً ودمـ.ـوعي تكرج على خدي. كانت تجـ.ـربة قـ.ـاسية، جعلتني أبتعد عن السينما التي أحببتها في أفلام الأجانب وبغضتها في بلادي، لقد شعرتُ أن بعضاً من مخـ.ـرجينا مزيّفون، ويسعون إلى جسد المرأة باسم الفن، ما جعلني أختنق من دون أن أخبر أحداً بما حدث لي في ذلك القبو السينمائي الوطني”.

حـ.ـادثة قـ.ـبو المؤسسة العامة للسينما أبعدتها مجدداً عن مسارها كممثلة، إلى أن حانت أول فرصة لها للعمل لصالح التلفزيون في مسلسل “تجارب عائلية”- 1981، مع شيخ المخرجين السوريين علاء الدين كوكش، والذي أسند إليها دور الفتاة المتمردة، إلى جانب نجاح حفيظ وملك سكر ونذير سرحان وتيسير السعدي وسامية الجزائري. هكذا سطع نجم الفتاة ذات العينين الخضراوين والشعر الكستنائي وبحة الصوت الخاصة، ما جعلها تصعد إلى مصاف نجوم الصف الأول في ثمانينيات القرن الفائت، فتعمل مع عدد من أبرز المخرجين السوريين، ومنهم سليم صبري في مسلسل “شجرة النارنج”- 1989 و”الطبيبة”- 1988 مع فردوس أتاسي.

في هذه الأثناء لم تتخلَ السالم عن حلمها العلمي، فحصلت على وظيفة مخبرية في معمل شركة سورية للأدوية ، واستطاعت مع رفاق لها الاستغناء عن خدمات الخبير السويسري المنتدب للإشراف على المعمل، منادية بالاعتماد على الخبرات الوطنية، فطوّرت أنواعاً من حليب الأطفال مستغنية عن تراخيص شركة “نسلة”. هذا النجاح جعل العيون مفتوحة عليها، لاسيما أن صباح شرعت تكتشف عقوداً وهمية في الشركة المذكورة أماطت عبرها اللثام عن صفقات مشبـ.ـوهة وفاسـ.ـدة في مجلس إدارة الشركة التي تعتبر من كبريات شركات الأدوية السورية، ولم يتأخر العـ.ـقاب هذه المرة. تسرد السالم وتقول: “اصطدمت مراراً مع شخصيات نافذة في الشركة، وفُتِحت ملفات عن الفسـ.ـاد في جريدة “الثورة” السورية آنذاك، مما أجج الحقد عليّ، ودفع أحد المديرين إلى وضع الهيروئين لي في فناجين القهوة عبر عملاء له، وهذه المادة لا طعم ولا رائحة لها، ويمكن أن توضع في أي شراب ولا يكتشفها المرء. ومع الأيام ساءت حالتي، ولم أعد أشعر بالراحة إلا بتناول المزيد من هذا المخـ.ـدر. وهنا ظهر من يقايضني بتوفير الهيـ.ـروئين لي مقابل المال أو السكوت عما يجري في المعمل، ورويداً رويداً صرتُ أستسيغ ذلك الخـ.ـدر وهذا المفعول السحري المميت لهذه المادة، كنتُ آنذاك تحت تأثير تجربة حبٍ عنـ.ـيفةٍ جمعتني مع فنان شاب طموح كان يطـ.ـاردني من مكان إلى مكان بعد تعرّفه إليّ في ردهات المسرح القومي. أردتُ أن أهـ.ـرب من شبحه الذي ظل يتعـ.ـقبني، أحاول نسيانه وتجاهله، وأتجاهل قدرته على الكـ.ـذب الذي كنتُ أصدّقه وأنا أعرف بأنه يكـ.ـذب ببراعة. في البداية كنت أحاول الهـ.ـرب من ذاكرتي معه، ومن كل من حاولوا التقرب مني لتصـ.ـفية حسابهم معه عبري، لكنني لم أسمح لأحد بأذيته، لذلك آثرتُ الوحدة على تناول صحن الانتـ.ـقام بارداً، ومع أنني كـ.ـرهته في البداية إلا أنه بعدها نجح في استدراجي إلى الحب”.

تجربة قـ.ـاسية

عاشت السالم تجربة لا تحسد عليها في الإدمـ.ـان على المخـ.ـدرات، جعلتها تتراجع صحياً عاماً بعد عام، لتوضع بعد ذلك في لعبة رهـ.ـان مرعـ.ـبة، حين طالبها أحد ضباط مكـ.ـافـ.ـحة المخـ.ـدرات بأن يقيم معها عـ.ـلاقة حمـ.ـيمة مقابل عدم إلقـ.ـاء القـ.ـبض عليها، تشرح السالم: ” كان الضابط (أ.ف) مُصرّاً على سلبي كرامـ.ـتي، وعندما لم أُذعن له، ولم أمتثل لرغباته الشـ.ـهوانية الدنـ.ـيـ.ـئة، لجأ إلى تلفيق تهم عديدة لي، منها تصنيع المخـ.ـدرات والاتجـ.ـار بها، ومع أنني لم أكن أقوم بذلك إلا لتأمين الكمية الشخصية لي، إلا أن هذه التُـ.ـهم كانت كفيلة بوضعي في السـ.ـجن لأكثر من اثني عشراً عاماً امتدت على ثلاث فترات، وآخرها كان الحكم عليّ بالإعـ.ـدام، والذي تم تخفيفه بعد ذلك بمرسوم رئاسي، لتصبح عقـ.ـوبة السـ.ـجن مدة خمسة عشر عاماً، وتخفيفها بعد ذلك بالسـ.ـجن مدة ثماني سنوات”.

قـ.ـضت الحسناء الحمصية سنواتها الطويلة في السـ.ـجن، من دون أن تتلقى دعماً يذكر من نقابة الفنانين أو الصيادلة، أو حتى من زملائها الممثلين الذين ظن الكثير منهم بأنها مـ.ـاتت منذ زمن بعيد، باستثناء الفنان محسن غازي، الذي عمد إلى العمل على مساندتها في الدوائر الرسمية وفي النيـ.ـابة العامة والقـ.ـضاء لاستـ.ـخلاص أمر بإخـ.ـلاء سبيـ.ـلها مقابل كفالة. وتكفّل رجل الأعمال ماهر العطار صاحب ومدير شركة العطار للإنتاج الفني بالنفقات المادية، وزيارتها في السـ.ـجن أكثر من مرة مع مجموعة من معجبيها القدامى.

وفعلاً خرجت نجمة فيلم “الحدود”- 1984 (تأليف محمد الماغوط، إخراج دريد لحام) إلى الحرية منذ قرابة الشهرين، لتذهب وتقيم عند أقرباء لها في مدينة حمص، فيما تتابع سفرها إلى العاصمة لاستصدار حـ.ـكم بالبـ.ـراءة بعد قرار بالطـ.ـعن تقدمت به النيـ.ـابة العامة في دمشق ضـ.ـدها. الأمر الذي جعلها تقع مرةً أُخرى في دوامة استـ.ـدعاءات القـ.ـضاء والشرطة، وفي ظل ظروف قاسية تعيشها اليوم نجمة فيلم “الرقص مع الشيطان”- 1993″ الذي لعبت فيه دور البطولة إلى جانب النجم المصري الراحل نور الشريف.

أدوار طليعية

أدت السالم أدواراً مركّبة وجـ.ـريئة من دون أن تتخلى عن طبيعتها الشرقية، فكانت نجمة فيلم “نجوم النهار”- 1988 تحت إدارة المخرج أسامة محمد، وأُسندت إليها أدوار لافتة في مسلسلات مثل: “طقوس الحب والكـ.ـراهية”-1995، و”سكان الريح”- 1992، و”أصايل”- 1990، و”أوراق امرأة” – 1990، و”وجوه وأقنعة”- 1989، وتوهجت فيها كلها كممثلة من طراز خاص، وقدرة على امتلاك أدوات مختلفة في عكس عالم داخلي كثيف للشخصية، ساندها في ذلك ثقافتها العالية، وحساسيتها المغايرة في المزج بين الأداء العفوي، والتكنيك الهادئ الخالي من المبالغات والتكلف في النبرة واللعب مع الممثل الشريك أمام الكاميرا.

تعيش السالم اليوم أصعب فترات حياتها، بعد تـ.ـدهور وضعها الصحي، وفصلها من نقابة الفنانين لعدم دفعها الاشتراك السنوي منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك كما بات معروفاً بسبب المدة التي قـ.ـضتها في السـ.ـجن، لكنها تأمل في أن تجد لها عملاً في الفن بعد هذا الانقطاع الاضـ.ـطراري: “إن حصلتُ على دورٍ جيد وأعجبني فسوف أشتغله، لكن لا يظننّ أحد أن حالتي سوف تدفعني لتقديم تنازلات، لا في المستوى الفني ولا في الأجر. فالفن لديّ لا يزال عملاً مقدساً، ولم ـ ولن ـ أدخل يوماً في حسابات الربح والخسارة، فأنا من هؤلاء الناس الذين لا يندمون على شيء، ولا تعنيهم أجراس البورصة، وما زلت أتمنى أن أعمل في السينما أو التلفزيون فقط لأستمتع، كي أقدم عملاً له قيمة يحترمه الجمهور ويعجب به”.

تنهي صباح سيجارتها ثم ترتشف من كأس العصير أمامها وتكمل: “كم أتمنى لو بقيتُ تلك الفتاة الحادة الطباع التي صفعت مخرجاً عندما تحـ.ـرّش بها، لكن قلبي الطيب هو من أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، الحب والدفاع عن المهنة والتحزب لوطني ضد الفـ.ـساد والفـ.ـاسدين، لستُ ضـ.ـحية، لن أكون، لكنني أخرج الآن من سـ.ـجني لأجد البلاد وقد انقلبت رأساً على عقب، والحياة تغيرت، سورية التي تركتها قبل دخولي السـ.ـجن هي غيرها اليوم، ما أكبر حـ.ـزنكِ يا بلادي، وما أصغر قلبي”.

المصدر : اندبندت عربية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى