close
أخبار سوريا

بماذا انعكس قانون قيصر على المعارضة السورية

بشار الأسد
بشارالأسد

لا شك أن قانون قيصر قد شكل فرصة ذهبية لقوى المعارضة السورية، لجهة صد اندفاعات بعض الدول والأطراف نحو بناء علاقات مع النظام، كما أنَّه عزز من الضغوط المفروضة على النظام.

ومن شأنه أيضا، أن يحبط محاولات روسيا لإعادة الإعمار أو عودة اللاجئين دون حل سياسي مستدام.

لكن تأثير قانون سيزر الأكبر، سيكون في عودة الدور الأمريكي إلى موقع المبادرة والتأثير، بعد فترة من الغياب وعدم الوضوح في ظل الحديث عن انسحاب عسكري أمريكي شبه كامل من سوريا.

لذلك يتعين على المعارضة السورية وحلفائها والدول الداعمة لها، الإسراع في اتخاذ سلسلة من الخطوات والاجراءات خلال الفترة المقبلة، من أجل الاستفادة القصوى من الظروف التي أتاحها قانون سيزر.

أول تلك الخطوات يجب أن تركز على إعطاء أولوية فرض عقـ. ـوبات اقتصادية صارمة على مؤسسات النظام وشخصياته، وتعميق أزمته الداخلية، نظراً لانعكاسها على باقي المجالات، ثم الدفع باتجاه فرض عقـ. ـوبات على جميع الأطراف والهيئات والشخصيات التي تقوم بتأسيس علاقات تجارية أو مالية مع النظام، من أجل أن توفر له إمكانية التحايل والالتفاف على العقـ. ـوبات.

ويجب على المعارضة السورية، إطلاق حملات إعلامية في الولايات المتحدة، والدول الأوروبية لشرح جـ. ـر ائم النظام بحق السوريين، وتعزيز دعم الرأي العام في تلك الدول لأي خطوات تتخذ لمعاقبة النظام، والتنبيه على كارثية المواقف أو التصريحات التي تحاول الدفاع عنه بزعم أن العقـ. ـوبات تؤثر على السوريين وليس النظام ومسؤوليه.

كما يجب تكرار تلك الحملات الاعلامية وباللغات العالمية المختلفة، بأسلوب يتناول تأثير العقـ. ـوبات على النظام ومدى تراجع قدرته على بسط نفوذه في المناطق الخاضعة لسيطرته، من أجل تعزيز أهمية حصار النظام في كافة المجالات.

ويتحتم على المعارضة السورية، دعوة الدول الأوروبية والحليفة، لدعم العقـ. ـوبات الأمريكية ضد نظام الأسد وداعميه، وسنِّ تشريعات مشابهة لقانون قيصر، خصوصا وأن الشاهد قيصر، قد عرض في ردهات المجلس الأوربي في بروكسل، جميع ما وثقه من جـ. ـر ائم حرب وجـ. ـر ائم ضد الانسانية، التي مارسها نظام الأسد في سجونه.

ثمة عوامل أخرى تصب في صالح المعارضة السورية، إن أحسنت توظيفها والاستفادة منها، على رأسها الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها نظام الأسد، والضربات التي يتلقاها المشروع الايراني في المنطقة، من خلال الثورات والانتفاضات ضده، في كل من العراق ولبنان واليمن، بالإضافة للحصار الأمريكي المشدد على طهران وموسكو.

مجمل هذه العوامل وغيرها، سوف يسهل على المعارضة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع النظام من الإفادة من المناطق المحررة لجهة توفير السيولة من العملة الصعبة، أو تحصيل المشتقات النفطية والمواد الغذائية، والعمل على إحكام الطوق عليه، وصولاً إلى إضعافه وتفتيته.

بهذه الطريقة يؤتي قانون قيصر ثماره، وسيكون أول مسمار يدق في تابوت نظام الأسد، وبداية النهاية لنظام أوقد نار الحرب ليس في سوريا وحدها، بل في عموم المنطقة. لنظام جعل أكثر من نصف الشعب السوري نازحا لاجئا طريدا، ضحية أكبر كارثة انسانية في العصر الحاضر، وحول سوريا ذاك البلد الجميل إلى ساحة دمار، وكومة من الحطام والركام، ناهيك عن أكثر من مليون شهيد.

وإذا كان من كلمة أخيرة، فهي لتقديم الشكر الجزيل والعرفان، لذلك البطل المغوار والجندي المجهول، الذي أيقظ الضمائر وحرك العواطف تجاه المأساة الانسانية السورية.. شكرا قيصر ..

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى